×

ثُمَّ يَتَعَوَّذُ سِرًّا، فَيَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، وَكَيْفَمَا تَعَوَّذَ مِنَ الْوَارِدِ فَحَسَنٌ ([1]).

ثُمَّ يُبَسْمِلُ سِرًّا، وَلَيْسَتْ مِنَ الْفَاتِحَةِ وَلا غَيْرِهَا، بَلْ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَهَا وَبَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ سِوَى بَرَاءَةَ وَالأَنْفَالِ، وَيُسَنُّ كِتَابَتُهَا أَوَائِلِ الْكُتُبِ كَمَا كَتَبَهَا سُلَيْمَانُ عليه السلام، وَكَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَل ([2])، وَتُذْكَرُ فِي ابْتِدَاءِ جَمِيعِ الأَفْعَالِ، وَهِيَ تَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، قَالَ أَحْمَدُ: لاَ تُكْتَبُ أَمَامَ الشِّعْرِ وَلاَ مَعَهُ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَتَعَوَّذُ سِرًّا، فَيَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، ثم يتعوذ، يعني: يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنه سيقرأ القرآن، والله جل وعلا يقول: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ [النحل: 98]، ولأنه يريد بذلك ألا يحضر الشيطان عنده، فيُشوِّش عليه صلاته، فهو يستعيذ بالله:

أولاً: لأنه سيقرأ القرآن.

وثانيًا: يستعيذ بالله من الشيطان؛ ليبعده عنه، فلا يُشوِّش عليه في صلاته؛ لأن الشيطان يحرص على أن يصد الإنسان عن العبادة، فيتسلط عليه عندما يريد العبادة، فإذا استعاذ بالله، ولجأ إلى الله؛ عصَمه الله منه، وحماه منه.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (775)، والترمذي رقم (242).

([2])انظر: البخاري رقم (7)، و مسلم رقم (1773).