×

قوله رحمه الله: « وَكَيْفَمَا تَعَوَّذَ مِنَ الْوَارِدِ، فَحَسَنٌ»، وكيفما تعوذ من التعوُّذات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فحسن، مثل: «أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ»، «أَعُوذُ بِالله السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ»، «اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ»، وما أشبه ذلك، أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يُبَسْمِلُ سِرًّا»، ثم يبسمل، يعني: يقول: بسم الله، مثل: يُحَوْقِلُ، يعني يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا ما يسمونه من باب النحت.

فيبسمل، يعني: يقول: بسم الله؛ لأنه أيضًا سيقرأ الفاتحة، بسم الله الرحمن الرحيم يُستحَب أن يؤتى بها قبل كل سورة، في بداية كل سورة من القرآن.

قوله رحمه الله: «وَلَيْسَتْ مِنَ الْفَاتِحَةِ وَلا غَيْرِهَا، بَلْ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَهَا، وَبَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ سِوَى بَرَاءَةَ وَالأَنْفَالِ»، بسم الله الرحمن الرحيم يأتي بها بعد الاستعاذة سرًّا، ولا يجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم»؛ لأنها ليست من الفاتحة على الصحيح، والذي عليه جمهور أهل العلم أنها ليست من الفاتحة، فيأتي بها سرًّا، وهذه هي السُّنة؛ كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهم كانوا يفتتحون الصلاة بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] ([1])؛ فدل على أنهم لا يجهرون بـ «بسم الله الرحمن الرحيم»؛ لأنها ليست من الفاتحة، وإنما يؤتى بها في ابتداء السور وبين كل سورتين.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (743)، ومسلم رقم (399).