×

وهي آية مستقلة، ليست من الفاتحة ولا غيرها، أنزلها الله فصلاً بين السور، سوى «براءة والأنفال»، فليس بينهما «بسم الله الرحمن الرحيم»، وأما جميع السور كلها بينها «بسم الله الرحمن الرحيم».

وهي بعض آية من سورة النمل، كما في قوله تعالى عن بلقيس: ﴿قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ ٢٩إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣٠أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ ٣١ [النمل: 29- 31]، فهي بعض آية من سورة النمل، وفيما عدا سورة النمل فهي آية مستقلة.

قوله رحمه الله: «وَيُسَنُّ كِتَابَتُهَا أَوَائِلِ الْكُتُبِ كَمَا كَتَبَهَا سُلَيْمَانُ عليه السلام، وَكَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَل»، هذا من أحكام البسملة، يعني: الآن خرج عن موضوع الصلاة إلى أحكام البسملة.

جاء أن البسملة تقال في ابتداء الأفعال: في الأكل، في الشرب، في دخول المنزل، ودخول المسجد، تقال في ابتداء الأفعال؛ تبركًا بها.

وكذلك تُكتَب في أوائل الرسائل؛ كما كتبها سليمان عليه السلام في رسالته إلى ملكة سبأ، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتبها في رسائله التي يرسلها إلى الملوك والرؤساء للدعوة إلى الله عز وجل.

فيُستحَب كتابتها في أوائل الرسائل، وأوائل الكتب المؤلَّفة، فتُكتَب في أول الكتاب، أما الذين لا يكتبون «بسم الله الرحمن الرحيم» في كتبهم، فهم مخالفون للسُّنة.

قوله رحمه الله: «وَتُذْكَرُ فِي ابْتِدَاءِ جَمِيعِ الأَفْعَالِ، وَهِيَ تَطْرُدُ الشَّيْطَان»، الحكمة فيها أنها تطرد الشيطان، «بسم الله الرحمن الرحيم» تطرد الشيطان عنك وأنت تأكل، وأنت تشرب، وأنت تدخل المنزل، وأنت تدخل المسجد، تطرد الشيطان عن رسالتك وعن كتابك.


الشرح