قوله رحمه الله:
«قَالَ أَحْمَدُ: لاَ تُكْتَبُ أَمَامَ
الشِّعْرِ وَلاَ مَعَهُ»، «بسم الله
الرحمن الرحيم» تُنزَّه أن تُكتَب أمام الكلام السيء، أو أمام الشعر: الهجاء،
أو المدح، أو الكذب؛ لأن الشعر لا يخلو من المحاذير في الغالب، في الغالب لا يخلو
من المحاذير: من هجاء، أو مدح كاذب، أو مجون، أو خلاعة، ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ ٢٢٤أَلَمۡ
تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ
٢٢٦إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ
كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ
ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧﴾
[الشعراء: 224 - 227]، فمن الشعراء من هو مؤمن يعمل الصالحات، فلا يدخل في هذا
الذم.
الحاصل:
أنها لا تُكتَب أمام الشعر القذر أو الهابط.
أما
الشعر النزيه، فإنها تُكتَب أمامه، وكذلك تُكتَب في المناظيم، في أول المناظيم
العلمية؛ مثل: منظومة الآداب، ومنظومة الرحبية في الفرائض، كذلك المناظيم العلمية
تُكتَب في بدايتها؛ لأن هذه أشعار نزيهة وطيبة.