×

 ثُمَّ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ مُرَتَّبَةً مُتَوَالِيَةً مُشَدَّدَةً، وَهِيَ رُكْنٌ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ كَمَا فِي الْحَدِيثِ: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ([1])، وَتُسَمَّى أُمَّ الْقُرْآنِ؛ لأَِنَّ فِيهَا الإِلَهِيَّاتِ، وَالْمَعَادَ، وَالنُّبُوَّاتِ، وَإِثْبَاتَ الْقَدَرِ ([2])؛ فَالآْيَتَانِ الأُْولَيَانِ يَدُلاَّنِ عَلَى الإِلَهِيَّاتِ، وَ ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِيَدُلُّ عَلَى المَعَادِ، وَ ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 4، 5] يَدُلُّ عَلَى الأَمْرِ، وَالنَّهْيِ، وَالتَّوَكُّلِ، وَإِخْلاصِ ذَلِكَ كُلِّهِ لِلَّهِ، وَفِيهَا التَّنْبِيهُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ وَأَهْلِهِ المُقْتَدَى بِهِمْ، وَالتَّنْبِيهُ عَلَى طَرِيقِ الْغَيِّ وَالضَّلالِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ مُرَتَّبَةً مُتَوَالِيَةً مُشَدَّدَةً»، ثم إذا بهذه الأقوال، يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة مرتبة الآيات؛ لا يُقدِّم بعضها على بعض، متوالية لا يفصل بين الآيات بفصل طويل.

مشددة، يعني: الحروف، يأتي بالتشديدات التي فيها؛ لأن الحرف المُشدَّد عن حرفين، فلو ترك التشديد، سقط بعض الحروف؛ فلا تصح صلاته، فيأتي بالتشديدات، مثل «الله» هذا تشديد، «ربِّ» هذا تشديد، «الدِّين» هذا مُشدَّد، «الصِّراط» هذا مُشدَّد، فتأتي بكل حرف مُشدَّد؛ لأنه عن حرفين.

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ مُرَتَّبَةً مُتَوَالِيَةً مُشَدَّدَةً»، يعني: ما فيه تشديد منها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (756)، ومسلم رقم (394).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4704).