×

 قوله رحمه الله: «وَفِيهَا التَّنْبِيهُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ وَأَهْلِهِ المُقْتَدَى بِهِم»، ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6- 7]، ففيها التنبيه على الصراط المستقيم، بخلاف الطرق المنحرفة والطرق الضالة؛ فإنها ليست مستقيمة.

﴿ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ هو صراط الله سبحانه وتعالى؛ ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ [الأنعام: 153].

ومَن هم أهل هذا الصراط؟ ﴿ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ [الفاتحة: 7]، وهم المذكورون في قوله: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69]، هؤلاء هم أهل الصراط المستقيم، تسأل الله أن يجعلك معهم على هذا الصراط.

قوله رحمه الله: «وَالتَّنْبِيهُ عَلَى طَرِيقِ الْغَيِّ وَالضَّلالِ»، والتنبيه على طريق المغضوب عليهم، وهم الذين معهم العلم، ولا يعملون به: كاليهود، وكل مَن عنده علم ولم يعمل به، فإنه مغضوب عليه؛ لأنه عصى الله على بصيرة.

ليس هذا خاصًّا باليهود، وإنما هو عام لكل مَن عنده علم، ولم يعمل به؛ فهو مغضوب عليه، الذين أخذوا العلم، وتركوا العمل.

أما الصنف الأول -المُنعَم عليهم-، فهم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح، وهم أهل الصراط المستقيم.

وكذلك طريق الضالين، وهم الذين يعبدون الله على جهل وضلال مثل النصارى، النصارى يعبدون الله على جهل وضلال ورهبانية ابتدعوها من عندهم.


الشرح