وكذلك كل مبتدع، فإنه يدخل في الضالين، سواء من
النصارى أو من غيرهم، كل مبتدع فإنه ضال بحسب بدعته؛ يكون ضلالاً بعيدًا، وقد يكون
ضلالاً دون ذلك، لكنه على كل حالٍ البدعة ضلال؛ لأنها على غير دليل وعلى غير
هداية.
فأنت
تسأل الله أن يوفقك لطريق أهل العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجنبك طريقة أهل
العلم الذين تركوا العمل الصالح، ويجنبك طريقة أهل العمل الذين تركوا العلم، وهم
كثير.
والذين
يعبدون الله بغير علم كثير: المبتدعة، والصوفية، والنصارى، كلهم يعبدون الله على
جهل، ولا يتعلمون العلم، بل إن الصوفية يحذرون مَن تعلم العلم، يقولون: «لا تشتغلوا بطلب العلم، وتتركوا العبادة،
يشغلكم طلب العلم، العلم كثير، ويريد وقتًا، فإذا اشتغلتم به، تركتم العبادة؟ لا،
اعبدوا الله، واتركوا طلب العلم، ويأتيكم العلم من الله إلهامًا، يأتيكم إلهام من
الله»، يقولونها الآن، يقولونها لكل قوم وارث» يأتيكم العلم إلهامًا من الله
سبحانه وتعالى »!
وبعضهم
يقول: «أنا آخذ العلم
من الله مباشرة، ولا أحتاج إلى الرسل؛ لأني وصلت إلى الله، فلا أحتاج، الرسل
للعوام، وأما الخواص فهم ليسوا بحاجة إلى العلم وإلى الرسل»، يعني: ترون
الضلال أين ينتهي بالإنسان، والعياذ بالله!