×

 قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» ([1])؛ لِمَا تشتمل عليه هذه الآية من المعاني العظيمة: من أسماء الله، وصفاته، وتنزيهه عما لا يليق به سبحانه وتعالى، جمع الله فيها بين النفي والإثبات؛ نفي النقائص والعيوب عن الله، وإثبات الكمالات، والأسماء، والصفات لله عز وجل في هذه الآية، فيها ثمان جمل، كل جملة فيها وصف لله سبحانه وتعالى؛ إما بنفي وإما بإثبات.

قوله رحمه الله: «وَفِيهَا إِحْدَى عَشْرَةَ تَشْدِيدَةً»، يعني: في الفاتحة إحدى عشرة تشديدة، إذا تتبعتها وجدتها، والحرف المُشدَّد عن حرفين، فلو أنك تركت التشديد؛ تكون تركت حرفًا من الفاتحة، وإذا تركت حرفًا من الفاتحة؛ لم تصح.

قوله رحمه الله: «وَيُكْرَهُ الإِفْرَاطُ فِي التَّشْدِيد»، يكره أن الإنسان يُفرِط في أحكام التجويد، مثلما يفعل بعض الناس التشديد يُشدد بقوة، بل يتوسط، لا يترك التشديد، ولا يبالغ، وكذلك المد، المد لا يتركه ولا يبالغ فيه، وكذلك بقية أحكام التجويد؛ لأن بعض الناس يبالغ في تطبيق التجويد في القراءة، فينبغي أن يتوسط الإنسان، خير الأمور الوسط؛ لأنه إذا غالى في التجويد، ربما يولد حروفًا زائدة، فهو أيضًا يخرج القرآن إلى صفة الغناء، وقد جاء أنه يكون في آخر الزمان أن أناسًا يتخذون القرآن أغاني ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه:: مسلم رقم (810).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (16040)، والطبراني في الكبير رقم (3162).