×

قوله رحمه الله: «فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَعَ الْقُدْرَةِ لَمْ تَصِحَّ صَلاَتُه»، إن لم يتعلم الفاتحة مع القدرة على تعلمها، فإنه لا تصح صلاته؛ لأنه غير معذور، ترك ركنًا من أركان الصلاة، وهو غير معذور؛ لأنه بإمكانه أن يتعلم.

قوله رحمه الله: «وَمَنْ لَمْ يُحْسِنْ شَيْئًا مِنْهَا وَلاَ مِنْ غَيْرِهَا مِنَ الْقُرْآنِ لَزِمَهُ أَنْ يَقُولَ: «سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ»»، والذي لا يحسن قراءة الفاتحة، ولا يمكن يتعلمها -إما لضيق الوقت، وإما لعدم وجود مَن يعلمه-، فإنه لا يترك الصلاة، يصلي على حسب حاله، ويأتي بدل الفاتحة بالأذكار التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يترك الصلاة، بل يصلي على حسب حاله، ويعوض عن الفاتحة إما بقراءة شيء من القرآن، إذا كان يحسن شيئًا من القرآن يقرؤه، ولو كان غير الفاتحة؛ ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ [المزمل: 20]، إذا كان لم يتيسر له إلا آيات غير الفاتحة يقرؤها، وإن كان لا يحسن شيئًا من الفاتحة ولا من القرآن، فيأتي بالأذكار.

قوله رحمه الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ، وَإِلاَّ فَاحْمَدِ الله، وَهَلِّلْهُ، وَكَبِّرْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ»، هذا في حق مَن لا يستطيع أن يتعلم الفاتحة -إما لأن الوقت ضيق، والصلاة سيخرج وقتها، وإما لأنه لم يجد مَن يعلمه، أو لأنه لا يستطيع أن يتعلم؛ لأن بعض الناس لا يستطيع أن يتعلم-، فهذا يصلي على حسب حاله، ويعوض عنها بالأذكار وذكر الله عز وجل؛ فدل على أن الصلاة لا تسقط، وإنما يصلي المسلم بحسب استطاعته.


الشرح