×

قوله رحمه الله: «وَتَرْتِيبُ السُّوَرِ بِالاجْتِهَادِ لاَ بِالنَّصِّ فِي قَولِ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، فَتَجُوزُ قِرَاءَةُ هَذِهِ قَبْلَ هَذِه»، في قول جمهور العلماء أن ترتيب السور بالاجتهاد، ومن العلماء من ذهب إلى أنه بالنص، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشبه هذا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى [الأعلى: 1]، قبل سورة الغاشية، قرأ سورة ﴿سَبِّحِ [الأعلى: 1] قبل سورة الغاشية، وهكذا في المصحف سورة ﴿سَبِّحِ [الأعلى: 1] قبل سورة الغاشية.

فبعضهم يرى أن حتى ترتيب السور أنه بالنص، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم بوضع السور بعضها بعد البعض الآخر، ولكن هذا القول ليس بالمشهور، القول المشهور: أن ترتيب السور باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم؛ بدليل أن مصاحف الصحابة رضي الله عنهم اختلفت في ترتيب السور؛ فدل على هذا أن الأمر بالاجتهاد.

قوله رحمه الله: «وَكَرِهَ أَحْمَدُ قِرَاءَةَ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ، وَالإِدْغَامَ الْكَبِيرَ لأَبِي عَمْرٍو»، القرآن فيه قراءات، القراءات السبعة، والقراءات العشر، وأكثر من ذلك، فيه قراءات، والمشهور منها قراءة السبعة، القُرَّاء السبعة: اثنان في المدينة، واثنان في مكة، وواحد في الشام، والبقية في العراق في الكوفة والبصرة، هؤلاء يقال لهم: القُرَّاء السبعة، ومنهم حمزة والكسائي من العراق من القُرَّاء السبعة.

أحمد رحمه الله كره قراءة حمزة والكسائي؛ لما فيها من المبالغة في الإدغام، والمبالغة في المد، والكسر، والتكلف، فالإمام أحمد كره من أجل ذلك قراءة حمزة والكسائي.


الشرح