ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ كَرَفْعِهِ الأَوَّلِ
بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ، وَبَعْدَ أَنْ يَثْبُتَ قَلِيلاً حَتَّى
يَرْجِعَ إِلَيْهِ نَفَسُهُ، وَلا يَصِلْ قِرَاءَتَهُ بِتَكْبِيرِ الرُّكُوعِ،
وَيُكَبِّرُ فَيَضَعُ يَدَيْهِ مُفَرَّجَتَيِ الأَصَابِعِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
مُلْقِمًا كُلَّ يَدٍ رُكْبَةً، وَيَمُدُّ ظَهْرَهُ مُسْتَوِيًا، وَيَجْعَلُ
رَأْسَهُ حِيَالَهُ لاَ يَرْفَعُهُ، وَلا يَخْفِضُهُ؛ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ ([1]) رضي الله عنها،
وَيُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ ([2])، ثُمَّ
يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ؛ لِحَدِيثِ حُذَيْفَةَ ([3])، رَوَاهُ
مُسْلِمٌ.
وَأَدْنَى
الْكَمَالِ ثَلاثٌ، وَأَعْلاهُ فِي حَقِّ الإِمَامِ عَشْرٌ، وَكَذَا حُكْمُ
سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى فِي سُّجُودهِ، ولا يقرأ في الركوع والسجود؛
لِنَهْيِهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ([4]).
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ
يَرْفَعُ يَدَيْهِ كَرَفْعِهِ الأَوَّلِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ،
وَبَعْدَ أَنْ يَثْبُتَ قَلِيلاً حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ نَفَسُهُ»، ثم إذا
فرغ من القراءة، وأراد الركوع، إذا فرغ من القراءة، يسكت قليلاً؛ حتى يرجع إليه
نفسه، ثم يرفع يديه مُكبِّرًا للركوع؛ كما كان الحال في تكبيرة الإحرام، وهذا هو
الموطن الثاني من المواطن التي تُرفَع فيها اليدان عند التكبير.
قوله رحمه الله: «وَلا يَصِلْ قِرَاءَتَهُ بِتَكْبِيرِ الرُّكُوع»، يفصل بين القراءة وبين تكبير الركوع، يسكت سكتة خفيفة؛ ليرجع إليه نفَسه، ثم يُكبِّر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (498)، البخاري رقم (828).