ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ
كَرَفْعِهِ الأَوَّلِ قَائِلاً إِمَامٌ وَمُنْفَرِدٌ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ
حَمِدَهُ وُجُوبًا، وَمَعْنَى سَمِعَ: اسْتَجَابَ، فَإِذَا اسْتَتَمَّ قَائِمًا
قَالَ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وملء َالأَرْضِ، وَمِلْءَ
مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ([1])، وَإِنْ شَاءَ
زَادَ: أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا
لَكَ عَبْدٌ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ
يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ ([2])، وَلَهُ أَنْ
يَقُولَ غَيْرَهُ مِمَّا وَرَدَ.
وَإِنْ
شَاءَ قَالَ: اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، بِلاَ وَاوٍ؛ لِوُرُودِهِ فِي
حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ ([3]).
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ يَرْفَعُ
رَأْسَهُ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ كَرَفْعِهِ الأَوَّلِ قَائِلاً إِمَامٌ
وَمُنْفَرِدٌ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وُجُوبًا»، ثم إذا فرغ من الركوع،
يرفع رأسه قائمًا، ويرفع يديه، هذا الموضع الثالث من المواضع التي تُرفَع فيها
اليدان؛ إذا رفع رأسه من الركوع، فيرفع يديه من رفع رأسه.
ويقول الإمام والمنفرد: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ»، أما المأموم، فإنه يقول: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» ([4])،فالمأموم لا يقول: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ»، إنما يقول: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» فقط.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (771).