×

وَتُكْرَهُ الصَّلاةُ فِي مَكَانٍ شَدِيدِ الْحَرِّ أَوْ شَدِيدِ الْبَرْدِ؛ لأَِنَّهُ يُذْهِبُ الْخُشُوعَ.

وَيُسَنُّ لِلسَّاجِدِ أَنْ يُجَافِيَ عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَبَطْنَهُ عَنْ فَخِذَيْهِ، وَفَخِذَيْهِ عَنْ سَاقَيْهِ، وَيَضَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَيُفَرِّقَ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مُكَبِّرًا، وَيَجْلِسُ مُفْتَرِشًا؛ يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَجْلِسُ عَلَيْهَا، وَيَنْصِبُ الْيُمْنَى وَيُخْرِجُهَا مِنْ تَحْتِهِ، وَيَجْعَلُ بُطُونَ أَصَابِعِهَا إِلَى الأَرْضِ؛ لِتَكُونَ أَطْرَافُ أَصَابِعِهَا إِلَى الْقِبْلَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ فِي صِفَةِ صَلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَاسِطًا يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ مَضْمُومَةَ الأَصَابِعِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ([1])، وَلاَ بَأْسَ بِالزِّيَادَةِ؛ لِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: اللهم اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد ([2]).

****

الشرح

يختار مكانًا معتدلاً، ليس حارًّا شديدًا، وليس باردًا برودة شديدة؛ لأن هذا يُذهِب عليه الخشوع، فإذا كان في مكان معتدل، فإنه يطمئن، ويتمكن من الخشوع.

كما أنه لا يدخل في الصلاة وهو حاقن للبول، أو يدافعه الأخبثان، ولا يدخل الصلاة وهو بحضرة طعام يشتهيه، بل يتفرغ من هذه الشواغل؛ حتى يدخل في صلاته بطمأنينة وخشوع، فكل ما يشغل عن الخشوع ينبغي تجنُّبه.


الشرح

([1])  كما في حديث النسائي رقم (1145)، وابن ماجه رقم (897).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (850)، والترمذي رقم (284).