×

قوله: «وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا»، وهذا مما يتعلق بأحكام الصفوف، وهذا لفظ حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فدل على أنه يُستحَب أن يكون الإنسان في الصف الأول الذي يليه، إذا لم يحصل على مكان في الصف الأول، فيكون في الصفوف المتقدمة.

يقول صلى الله عليه وسلم: «لَو يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَْوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا» ([1])؛ مما يدل على فضل الصفوف المقدَّمة من صفوف الرجال، قال صلى الله عليه وسلم: «تَقَدَّمُوا، وَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ» ([2])، فالذي يكون في الصف الأول يكون قريبًا من الإمام، وهذه فضيلة.

وأيضًا يكون قدوة لمن خلفه، هذه فضيلة أخرى.

أما إذا تأخر الإنسان، وصار في المؤخَّر؛ فقد فاتته هذه الفضيلة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ يَزَالُ الْقَوْمُ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله» ([3]).

قوله: «وخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا»، وخير صفوف النساء آخرها: هذا دليل على أن النساء تكون صفوفًا مثل صفوف الرجال، ولا تتقطع، وكل واحدة أو كل مجموعة تكون وحدها، بل النساء يَكُنَّ صفوفًا إذا صلين جماعة، سواء وحدهن، أو مع الرجال يَكُنَّ صفوفًا، يصففن كما يصف الرجال.

ولكن خير صفوف النساء آخرها؛ لأن هذا أستر لها، هذا أستر لها وأبعد عن الرجال، هذا فيما إذا صلين خلف الرجال، فإنها كلما بعدت المرأة عن الرجال؛ كان أستر لها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (615)، ومسلم رقم (437).

([2])أخرجه: مسلم رقم (438).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (438).