قوله رحمه الله: «وَلَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «اللهمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ: دِقَّهُ
وَجِلَّهُ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ»، إذا دعا بهذا في
السجود، طيِّب، كذلك لو قال: «اللهمَّ
اغْفِرْ لِي خَطَئِي وَعَمْدِي، وَجِدِّي وَهَزْلِي، وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدِي،
اللهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا
أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ» ([1])،
لو قال هذا في السجود؛ لكان حسنًا.
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ
يَرْفَعُ رَأْسَهُ مُكَبِّرًا، قَائِمًا عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ، مُعْتَمِدًا
عَلَى رُكْبَتَيْهِ؛ لِحَدِيثِ وَائِلٍ، إلاَّ أَنْ يَشُقَّ؛ لِكِبَرٍ، أَوْ
مَرَضٍ، أَوْ ضَعْفٍ»، ثم يرفع من السجود قائمًا إلى الركعة الثانية، مكبرًا
تكبيرة الانتقال، هذه واجبة، فيكون مكبرًا يقول: «الله أكبر».
ويعتمد
على ركبتيه -إذا سهل عليه ذلك- على صدور قدميه، أما إذا كان هذا يشق عليه؛ لكبر أو
لمرض؛ فلا بأس أن يعتمد على يديه، يضعهما في الأرض، فيعتمد عليهما في القيام.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يُصَلِّي الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ كَالأُولَى، إلاَّ فِي تَكْبِيرَةِ الإِحْرَامِ وَالاسْتِفْتَاحِ، وَلَوْ لَمْ يَأْتِ بِهِ فِي الأُْولَى»، يصلي الركعة الثانية كالركعة الأولى فيما سبق في تفصيلها، فلا داعي إلى التكرار، إلا في تكبيرة الإحرام؛ فإن الثانية ليس لها تكبيرة إحرام، وإنما لها تكبيرة انتقال فقط، وكذلك ليس فيها استفتاح، الاستفتاح إنما هو في الركعة الأولى، حتى ولو لم يأتِ به في الركعة الأولى، فإنه فات محله؛ فلا يأت به في الركعة الثانية.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2719).