ثُمَّ يَجْلِسُ لِلتَّشَهُّدِ مُفْتَرِشًا،
جَاعِلاً يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، بَاسِطًا أَصَابِعَ يُسْرَاهُ مَضْمُومَةً،
مُسْتَقْبِلاً بِهَا الْقِبْلَةَ، قَابِضًا مِنْ يُمْنَاهُ الْخِنْصِرَ
وَالْبِنْصِرَ، مُحَلِّقًا إِبْهَامَهُ مَعَ وُسْطَاهُ ([1])، ثُمَّ يَتَشَهَّدُ
سِرًّا، وَيُشِيرُ بِسَبَّابَتِهِ الْيُمْنَى فِي تَشَهُّدِهِ إِشَارَةً إِلَى
التَّوْحِيدِ، وَيُشِيرُ بِهَا عِنْدَ دُعَائِهِ فِي الصَّلاَةِ وَغَيْرِهَا؛
لِقَوْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ
بِأُصْبُعِهِ إِذَا دَعَا وَلاَ يُحَرِّكُهَا، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ([2]) فَيَقُولُ:
التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا
النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ
اللهِ الصَّالحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ([3])، وَأَيُّ
تَشَهُّدٍ تَشَهَّدَهُ مِمَّا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَازَ،
وَالأَوْلَى تَخْفِيفُهُ، وَعَدَمُ الزِّيَادَةِ عَلَيْهِ، وَهَذَا التَّشَهُّدُ
الأَوَّلُ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ
يَجْلِسُ لِلتَّشَهُّدِ مُفْتَرِشًا»، ثم إذا فرغ من الركعة الثانية، فإنه
يجلس مفترشًا؛ يفرش رجله اليسرى، ويجلس عليها، وينصب اليمنى، ويخرجها من تحته.
ينصبها، يعني: يعتمد على ركون أصابعها مما يلي الأرض، ويرفع العقب.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (726)، والنسائي رقم (1265).