قوله رحمه الله:
«جَاعِلاً يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ،
بَاسِطًا أَصَابِعَ يُسْرَاهُ مَضْمُومَةً، مُسْتَقْبِلاً بِهَا الْقِبْلَةَ،
قَابِضًا مِنْ يُمْنَاهُ الْخِنْصِرَ وَالْبِنْصِرَ، مُحَلِّقًا إِبْهَامَهُ مَعَ
وُسْطَاهُ»، يضع يديه في التشهد على ركبتيه: اليسرى مبسوطة الأصابع مضمومة على
الفخذ، واليمنى يقبض الخنصر والبنصر، ويحلق إبهامها مع الأصبع الوسطى على شكل
حلقة، هذه سُنة، إذا فعلها فهو أكمل، وإن تركها فصلاته صحيحة.
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ
يَتَشَهَّدُ سِرًّا، وَيُشِيرُ بِسَبَّابَتِهِ الْيُمْنَى فِي تَشَهُّدِهِ
إِشَارَةً إِلَى التَّوْحِيدِ»، يتشهد سرًّا، يعني: يقرأ التشهد الأول سرًّا،
ويرفع أصبعه السبابة عند التشهد؛ إشارة إلى التوحيد، أصبعًا واحدًا؛ إشارة إلى
التوحيد، ولذلك تُسمَّى هذه الأصبع بالسباحة؛ إشارة إلى التسبيح، وتسمى بالسبابة؛
لأنها يشار بها عند السب.
قوله
رحمه الله: «وَيُشِيرُ
بِهَا عِنْدَ دُعَائِهِ فِي الصَّلاَةِ وَغَيْرِهَا؛ لِقَوْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ:
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِذَا دَعَا وَلاَ
يُحَرِّكُهَا»، يشير بأصبعه في حالتين:
*
حالة التشهد؛ إشارة إلى التوحيد.
*
وفي حالة الدعاء، إذا دعا، يرفع أصبعه؛ إشارة إلى التوحيد -أيضًا-، ولا يحركها،
هكذا جاء في رواية ابن الزبير رضي الله عنهما.
وجاء
في الرواية الثانية أنه يحركها؛ فدل على أن الأمر بالخيار، إن شاء حركها، وإن شاء
لم يحركها.