×

قوله رحمه الله: «أَوْ يُقْصَدُ بِهَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ دُونَ بَعْضٍ»، أو يُخَصُّ بعض الصحابة رضي الله عنهم مثل علي رضي الله عنه دون بعض، أما إذا كانت لا تخص أحدًا دائمًا، وإنما تُصلِّي على هذا تارة، وعلى هذا تارة، لا بأس بذلك.

قوله رحمه الله: «وَتُسَنُّ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَيْرِ الصَّلاةِ»، تسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة: عند ذكره، وعند الفراغ من الأذان، وفي الخطب: خطبة الجمعة، وخطب العيد، والاستسقاء، وغير ذلك يصلى عليه.

وهذا من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته، من حقوقه الصلاة عليه؛ لأن الله أمر بذلك قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزاب: 56]، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([1]).

فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة فيها أجر عظيم، فينبغي أن يكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذِكْره، وفي المناسبات التي يمر ذِكْره فيها صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «وَتَتَأَكَّدُ تَأْكِيدًا كَثِيرًا عِنْدَ ذِكْرِهِ»، تتأكد عند ذِكْره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» ([2])، وقال لما عرض له جبريل عليه السلام لما صعد المنبر، فقال: آمين، آمين، آمين، فقالوا: يا رسول الله، على ما أمنت؟ فقال: «أتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ:


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (408).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (3546).