ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ
الْقُدْرَةِ: اللهُ أَكْبَرُ، لا يُجْزِئُهُ غَيْرُهَا.
وَالْحِكْمَةُ
فِي افْتِتَاحِهَا بِذَلِكَ؛ لِيَسْتَحْضِرَ عَظَمَةَ مَنْ يَقُومُ بَيْنَ
يَدَيْهِ فَيَخْشَعَ، فَإِنْ مَدَّ هَمْزَةَ اللهُ أَوْ أَكْبَرُ، أَوْ قَالَ:
إِكْبَارُ؛ لَمْ تَنْعَقِدْ، وَالأَخْرَسُ يُحْرِمُ بِقَلْبِهِ، وَلاَ يُحَرِّكُ
لِسَانَهُ، وَكَذَا حُكْمُ الْقِرَاءَةِ وَالتَّسْبِيحِ وَغَيْرِهِمَا.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ يَقُولُ
وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ الْقُدْرَةِ: اللهُ أَكْبَرُ، لا يُجْزِئُهُ غَيْرُهَا»،
ثم يقول الإمام بعد أن يسوي الصفوف، وتقوم الصفوف، فإنه يكون قائمًا، هذا في
الفريضة، لا بد أن يكون قائمًا، تكبيرة القيام تكون من قيام؛ لقوله تعالى: ﴿وَقُومُواْ
لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة:
238]، والقيام في الفريضة ركن من أركان الصلاة، إلا في حق العاجز عن القيام:
كالمريض، والمُقعَد، والذي لو قام حصل عليه ضرر، فإنه يصلي جالسًا؛ لقوله صلى الله
عليه وسلم: «يُصَلِّي الْمَرِيضُ
قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَجَالِسًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى
جَنْبِهِ» ([1]).
يكون قائمًا يأتي بالتكبير عن قيام، يقول: «الله أكبر»، وهذه تُسمَّى تكبيرة الإحرام؛ لأنها تُحرِّم على الإنسان أشياء كانت مباحة له من قبلُ: من الكلام، والحركة، والالتفات، وغير ذلك، سُمِّيت تكبيرة الإحرام؛ لأنها تُحرِّم على الإنسان أشياء كانت مباحة من قبل؛ مثلما يُسمَّى الإحرام بالحج أو العمرة إحرامًا؛ لأنه يُحرِّم على الإنسان أشياء كانت مباحة له قبلَ نية الدخول في النُّسُك، هذه تكبيرة الإحرام،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1117).