×

وَالإِسْرَارُ بِالدُّعَاءِ أَفْضَلُ، وَكَذَا بِالدُّعَاءِ الْمَأْثُورِ، وَيَكُونُ بِتَأَدُّبٍ وَخُشُوعٍ وَحُضُورِ قَلْبٍ وَرَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ؛ لِحَدِيثِ: لاَ يَسْتَجِابُ الدُعَاءُ مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ ([1])، وَيَتَوَسَّلُ بِالأَسْمَاءِ، وَالصِّفَاتِ، وَالتَّوْحِيدِ، وَيَتَحَرَّى أَوْقَاتَ الإِجَابَةِ؛ وَهِيَ: ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ ([2])، وَبَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ ([3])، وَأَدْبَارُ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ ([4])، وَآخِرُ سَاعَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ([5])، وَيَنْتَظِرُ الإِجَابَةَ، وَلا يَعْجَلْ؛ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَدَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ([6])، وَلا يُكْرَهُ أَنْ يَخُصَّ نَفْسَهُ إلاَّ فِي دُعَاءٍ يُؤَمَّنُ عَلَيْهِ، وَيُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَالإِسْرَارُ بِالدُّعَاءِ أَفْضَل»، الإسرار بالدعاء أفضل من الجهر به بعد السلام إلا التهليلات، فالتهليلات يجهر بها.

أما بقية الدعاء، فإنه يُسِرُّه، مثل: التسبيح ثلاثًا وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير ثلاثًا وثلاثين، أي قوله سرًّا، ولا يرفع صوته به.

قوله رحمه الله: «وَكَذَا بِالدُّعَاءِ الْمَأْثُور»، وكذا إذا دعا بعد صلاة الفريضة بدعاء من المأثور، فلا يرفع به صوته، ولا يرفع يديه -أيضًا-، رفع اليدين بعد الفريضة بدعة.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3479)، وأحمد رقم (6655)، والطبراني في الأوسط رقم (5109).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (521)، والترمذي رقم (212).

([4])  أخرجه: الترمذي رقم (3499).

([5])  أخرجه: البخاري رقم (5294).

([6])  أخرجه: البخاري رقم (6340)، ومسلم رقم (2735).