وَتُكْرَهُ صَلاَةُ غَيْرِ مَأْمُومٍ إِلَى
غَيْرِ سُتْرَةٍ، وَلَوْ لَمْ يَخْشَ مَارًّا مِنْ جِدَارٍ أَوْ شَيْءٍ شَاخِصٍ؛
كَحَرْبَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَيُسَنُّ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهَا؛ لقوله صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ، وَلْيَدْنُ
مِنْهَا» ([1])،
وَيَنْحَرِفُ عَنْهَا يَسِيرًا؛ لِفِعْلِهِ صلى الله عليه وسلم ([2])، وَإِنْ
تَعَذَّرَ خَطَّ خَطًّا، وَإِذَا مَرَّ مِنْ وَرَائِهَا شَيْءٌ لَمْ يُكْرَهُ،
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سُتْرَةٌ أَوْ مَرَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا امْرَأَةٌ، أَوْ
كَلْبٌ، أَوْ حِمَارٌ؛ بَطَلَتْ صَلاتُهُ ([3]).
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَتُكْرَهُ
صَلاَةُ غَيْرِ مَأْمُومٍ إِلَى غَيْرِ سُتْرَةٍ»، الإمام والمنفرد تُكرَه
صلاته من غير سترة أمامه، ولو قدر مؤخِّرة الرَّحْل أمامه مرتفعة، تكون قدر مؤخرة
الرحل، فإذا لم يكن أمامه سترة، فإن هذا يكره كراهة تنزيه، لا كراهة تحريم.
قوله
رحمه الله: «وَلَوْ لَمْ
يَخْشَ مَارًّا مِنْ جِدَارٍ أَوْ شَيْءٍ شَاخِصٍ»، ولو لم يخش مارًّا، يعني:
يتخذ سُترة، ولو لم يخش مارًّا، وتكون السُّترة من جدار أمامه، أو شيء شاخص، يعني:
مرتفع: كبنية، أو حصاة مرتفعة.
قوله
رحمه الله: «كَحَرْبَةٍ
أَوْ غَيْرِ ذَلِك»، كالحربة، وهي حربة الرمح الذي يقاتل به، يركزها أمامه،
والعنزة يركزها أمامه، تكون سترة له.
قوله رحمه الله: «وَيُسَنُّ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهَا»، ويسن للمصلي أن يدنو من سترته لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَلْيَدْنُ مِنْهَا»؛ حتى لا يكون بينه وبينها مسافة بعيدة، فيمر من أمامه المار.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (698)، وابن ماجه رقم (954).