وَلَهُ قِرَاءَةٌ
فِي الْمُصْحَفِ، وَالسُّؤَالُ عِنْدَ آيَةِ الرَّحْمَةِ، وَالتَّعَوُّذُ عِنْدَ
آيَةِ الْعَذَاب ([1])، وَالْقِيَامُ رُكْنٌ فِي الْفَرْضِ؛ لقوله تَعَالَى: ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238] إلاَّ لِعَاجِزٍ، أَوْ عُرْيَانَ، أَوْ خَائِفٍ، أَوْ مَأْمُومٍ
خَلْفَ إِمَامِ الحَيِّ الْعَاجِزِ عَنْهُ، وَإِنْ أَدْرَكَ الإِمَامَ فِي
الرُّكُوعِ فَبِقَدْرِ التَّحْرِيمَةِ.
وَتَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ رُكْنٌ، وَكَذَا قِرَاءَةُ
الْفَاتِحَةِ عَلَى الإِمَامِ وَالمُنْفَرِدِ، وَكَذَا الرُّكُوعُ؛ لقوله تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ﴾ [الحج: 77].
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَالْقِيَامُ
رُكْنٌ فِي الْفَرْضِ؛ لقوله تَعَالَى: ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238] »،
القيام في الصلاة ركن من أركانها للقادر عليه؛ لقوله جل وعلا: ﴿حَٰفِظُواْ
عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وقوله: ﴿وَقُومُواْ﴾،
هذا أمر بالقيام.
﴿قَٰنِتِينَ﴾
أي: تاركين للكلام، كانوا من قبل يتكلمون في الصلاة، ويخاطب بعضهم بعضًا وهم في
الصلاة، فلما نزلت هذه الآية أُمِروا بالسكوت، ونُهوا عن الكلام ([2]).
قوله رحمه الله: «إِلاَّ لِعَاجِزٍ»، يُعذَر في القيام هؤلاء: العاجز عن القيام؛ «يُصَلِّي الرَّجُلُ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا، وَرِجْلاَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ» ([3])؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16].
([1])أخرجه: مسلم رقم (772).