×

 وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ»، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ([1]).

وَقَالَ الشَّيْخُ: قَدْ يَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ أَفْضَلَ فِي حَالٍ؛ لِفِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ وَالْمَصْلَحَةِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَحْمَدَ: انْظُرْ مَا هُوَ أَصْلَحُ لِقَلْبِكَ فَافْعَلْهُ.

وَرَجَّحَ أَحْمَدُ فَضِيلَةَ الْفِكْرِ عَلَى الصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؛ فَقَدْ يَتَوَجَّهُ مِنْهُ أَنَّ عَمَلَ الْقَلْبِ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ الْجَوَارِحِ، وَأَنَّ مُرَادَ الأَصْحَابِ عَمَلُ الْجَوَارِحِ، وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ: أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى الله: الْحُبُّ فِي الله وَالْبُغْضُ فِي اللهِ ([2])، وَحَدِيثُ: أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ وتُبْغِضَ فِي اللهِ ([3]).

****

الشرح

قال رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ»»، وهذا يدل على فضل الصوم، والصوم فيه مشقة على النفس، فيه ترك للشهوات والمألوفات، فيه صبر على الجوع والعطش؛ فهو عبادة عظيمة.

لما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال -أعمال التطوع-، قال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ»، «عليك بالصوم»، يعني: صوم التطوع، «فإنه لا مثل له»، أي: لا عديل له في الأعمال الصالحة؛


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22140).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4599)، وأحمد رقم (21303).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (18524)، وابن أبي شيبة رقم (30421).