وذلك لأنه تجتمع فيه أنواع الصبر
الثلاثة:
1-
الصبر على طاعة الله.
2-
الصبر عن محارم الله.
3-
الصبر على أقدار الله المؤلمة.
فالصائم
يصبر على ألم الجوع والعطش؛ طاعة لله عز وجل، ويصبر كذلك على ما يجده من ألم الجوع
والعطش، ويصبر عن مألوفاته التي ألِفها واعتادها.
قوله
رحمه الله: «وَقَالَ
الشَّيْخُ: قَدْ يَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ أَفْضَلَ فِي حَالٍ؛ لِفِعْلِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ وَالْمَصْلَحَةِ»،
وتزيد الفضيلة إذا جاءت الحاجة من الناس، فيسدها؛ فهذا يورثه أجرًا عظيمًا من الله
سبحانه وتعالى؛ لتعدي هذا النفع، وانتشاره على الآخرين.
وقد
يترجح العمل الصالح إذا دعت الحاجة إليه أكثر من غيره؛ فالصدقة في وقت المجاعة لا
شك أنها من أفضل أنواع التطوع، وكذلك الصوم -أيضًا- لا مثل له في التطوع؛ لأنه
تجتمع فيه أنواع الصبر الثلاثة.
قوله
رحمه الله: «وَمِثْلُهُ قَوْلُ
أَحْمَدَ: انْظُرْ مَا هُوَ أَصْلَحُ لِقَلْبِكَ فَافْعَلْهُ»، ويجمع ذلك أن
تنظر في الأعمال؛ فأيها تجده أصلح لقلبك، فإنك تفعله، ويكون هو الأفضل، وهذا مرجح
آخر للعمل.
قال
الإمام أحمد رحمه الله: «انظر ما هو أصلح
لقلبك، فافعله»، فإن كان الأفضل لقلبك الصدقة؛ فتصدق، وإن كان الأفضل الصوم؛
فَصُمْ، وإن كان الأفضل صلاة التطوع؛ فصلِّ.