×

 وَآكَدُ التَّطَوُّعِ: الْكُسُوفُ، ثُمَّ الْوِتْرُ، ثُمَّ سُنَّةُ الْفَجْرِ، ثُمَّ سُنَّةُ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ بَقِيَّةُ الرَّوَاتِبِ.

وَوَقْتُ صَلاَةِ الْوِتْرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، وَالأَفْضَلُ آخِرُ اللَّيْلِ لِمَنْ وَثِقَ بِقِيَامِهِ، وَإِلاَّ أَوْتَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ، وَأَقَلُّهُ رَكْعَةٌ، وَأَكْثَرُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يُسَلِّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، وَإِنْ فَعَلَ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَسَنٌ، وَأَدْنَى الْكَمَالِ ثَلاَثٌ، وَالأَفْضَلُ بِسَلاَمَيْنِ، وَيَجُوزُ بِسَلاَمٍ وَاحِدٍ، وَيَجُوزُ كَالْمَغْرِبِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَآكَدُ التَّطَوُّعِ: الْكُسُوفُ»، آكَدُ التطوع: صلاة الكسوف، بعض العلماء يرى وجوبها حين يحصل الكسوف للشمس، أو الكسوف للقمر، فيُصَلَّى صلاة الكسوف؛ كما بادر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بذلك في قوله: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمَا ذَلِكَ»، يعني: الكسوف والخسوف، «فَصَلُّوا، وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ» ([1])؛ فآكَد التطوع: الكسوف.

قوله رحمه الله: «ثُمَّ الْوِتْرُ»، وهو ما يكون بعد صلاة العشاء، وقته من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ» ([2])، بعد صلاة الكسوف من أنواع التطوع: صلاة الوتر.

قوله رحمه الله: «ثُمَّ سُنَّةُ الْفَجْرِ»، ثم بعد الوتر سُنة الفجر، راتبة الفجر قبلها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يدع ركعتي الفجر لا سفرًا ولا حضرًا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1040).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (453).