وَالتَّرَاوِيحُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم، وَفِعْلُهَا جَمَاعَةً أَفْضَلُ، وَيَجْهَرُ الإِمَامُ
بِالْقِرَاءَةِ؛ لِنَقْلِ الْخَلَفِ عَنِ السَّلَفِ، وَيُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ
رَكْعَتَيْنِ؛ لِحَدِيثِ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ([1])، وَوَقْتُهَا
بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَسُنَّتُهَا قَبْلَ الْوِتْرِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ،
وَيُوتِرُ بَعْدَهَا، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَهَجُّدٌ جَعَلَ الْوِتْرَ بَعْدَهُ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» ([2])، فَإِنْ
أَحَبَّ مَنْ لَهُ تَهَجُّدٌ مُتَابَعَةَ الإِمَامِ قَامَ إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ
فَجَاءَ بِرَكْعَةٍ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ
حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»»، صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ ([3]).
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَالتَّرَاوِيحُ
سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم »، ومن النوافل -صلاة
النافلة-: صلاة التراويح، وهي بعد صلاة الكسوف، أفضل النوافل صلاة الكسوف، ثم صلاة
التراويح؛ لأنها تُفعَل جماعة في المساجد في شهر رمضان.
قوله
رحمه الله: «وَفِعْلُهَا
جَمَاعَةً أَفْضَلُ»، فعل صلاة التراويح جماعة أفضل، أي: مع الجماعة، وإن
صلاها في بيته، جاز له ذلك.
قوله رحمه الله: «وَيَجْهَرُ الإِمَامُ بِالْقِرَاءَةِ؛ لِنَقْلِ الْخَلَفِ عَنِ السَّلَفِ»، يجهر الإمام في صلاة التراويح بالقراءة؛ كما نقله الخلف من الأمة عن السلف؛ أنهم كانوا يصلونها في المساجد مع إمام واحد، ويجهر بالقراءة؛ حتى يسمع من خلفه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1137)، ومسلم رقم (749).