×

وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، هذا من العلم الذي يتعدى نفعه إلى الآخرين من المسلمين، يتعدى صاحبه إلى الآخرين.

ثم بعد هذه المسائل من أمور الدين ما يتعدى نفعه إلى الناس: من تعليم جاهل، وتذكير غافل، إلى غير ذلك.

قوله رحمه الله: «مِنْ: عِيَادَةِ مَرِيضٍ، أَوْ قَضَاءِ حَاجَةٍ»، ومما يتعدى نفعه: عيادة المريض، وهذا من حقوق المسلم على المسلم: يعوده إخوانه؛ لأجل أن يستأنس بهم، ومن أجل أن يدعُوا له بالشفاء والعافية، فعيادة المريض مُستحَبة ومتأكدة، وهي من حق المسلم على المسلم أن يعود أخاه إذا مرض، ويطلب له الشفاء.

قوله رحمه الله: «أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ»، ثم بعد عيادة المريض: الإصلاح بين الناس، هذا من أجَلِّ أعمال البر.

الإصلاح، وهو التسوية، تسوية النزاع بين المتنازعين، وإذهاب ما بينهم من العداوة والحقد بعضهم على بعض، يُسوِّي بينهم، ويُقرِّب بينهم، قال الله جل وعلا: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا ١١٤ [النساء: 114].

قوله رحمه الله: «لِقوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَبِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ؟ إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ»»، من أفضلها: إصلاح ذات البين، الذين بينهم نزاع وخصومات، فيأتي ويصلح بينهم، ويسوي نزاعهم، ويرجع بعضهم إلى بعض بالتآلف والمحبة، هذا نفع متعدٍّ، وهو أفضل من العمل الذي يقتصر على صاحبه -مثل: الصلاة والصيام-،


الشرح