قال الله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1]، وإصلاح ذات البَين له فضل عظيم، كما أخبر
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه من أفضل الأعمال؛ لأن به تصفو القلوب،
ويتقارب المسلمون، ويزول ما بينهم من نزاعات، فالإصلاح بين الناس أمره عظيم.
النبي
صلى الله عليه وسلم أخبر بأفضل الأعمال التطوعية والواجبة.
قال
رحمه الله: «وقال أحمد: اتِّبَاعُ الْجَنَازَةِ
أَفْضَلُ مِنَ الصَّلاةِ»، صلاة النافلة يعني، اتباع الجنازة وتشييعها أفضل من
نافلة الصلاة؛ لأن هذا من حقوق المسلم على أخيه المسلم أنه إذا مات يتبع جنازته،
ويحضر دفنه، ويقوم على قبره بعد الدفن، فيستغفر له، ويدعو له «من شهد الجنازة حتى يصلي، «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ؛
فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ؛ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ،
فَقِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ» ([1]).
قال
رحمه الله: «وَمَا يَتَعَدَّى نَفْعُهُ
يَتَفَاوَتُ»، يعني: بعضه أكثر نفعًا من
بعض،
يتفاوت في النفع.
قال
رحمه الله: «فَصَدَقَةُ قَرِيبٍ مُحْتَاجٍ
أَفْضَلُ مِنْ عِتْقٍ»، صدقة على قريب محتاج، يجتمع فيه وصفان: قريب في النسب،
ومحتاج، فيها أجران: أجر الصلة، وأجر الصدقة.
قال رحمه الله: «وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ صَدَقَةٍ عَلَى أَجْنَبِيٍّ، إلاَّ زَمَنَ مَجَاعَةٍ، ثُمَّ حَجٌّ»، الصدقة على القريب المحتاج أفضل من الصدقة على الأجنبي المحتاج من المسلمين؛ لأنها تجمع الأجرين: الصدقة، والصلة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1325)، ومسلم رقم (945).