وَالسُّنَّةُ وُقُوفُ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ
الإِمَامِ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ وَجَبَّارٍ لَمَّا وَقَفَا عَنْ يَمِينِهِ
وَيَسَارِهِ أَخَذَ بَأَيْدِيهِمَا فَأَقَامَهُمَا خَلْفَهُ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ ([1])، وَأَمَّا
صَلاَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِعَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ وَهُوَ بَيْنَهُمَا ([2])فَأَجَابَ
ابْنُ سِيرِينَ: أَنَّ الْمَكَانَ كَانَ ضَيِّقًا، وَإِنْ كَانَ الْمَأْمُومُ
وَاحِدًا وَقَفَ عَنْ يَمِينِهِ، وَإِنْ وَقَفَ عَنْ يَسَارِهِ أَدَارَهُ عَنْ
يَمِينِهِ، وَلاَ تَبْطُلُ تَحْرِيمَتُهُ، وَإِنْ أَمَّ رَجُلاً وَامْرَأَةً،
وَقَفَ الرَّجُلُ عَنْ يَمِينِهِ وَالمَرْأَةُ خَلْفَهُ؛ لِحَدِيثِ أَنَسٍ ([3])،
رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَالسُّنَّةُ
وُقُوفُ الْمَأْمُومِينَ خَلْفَ الإِمَامِ»، السُّنة أن يكون المأمومون -إذا
كانوا اثنين فأكثر- أن يكونوا خلف الإمام؛ لقول أحد الصحابة رضي الله عنهم رواه
أنس بن مالك رضي الله عنه: «قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي، فقمت أنا ويتيم خلفه، وأم سليم خلفنا» ([4]).
قوله رحمه الله: «لِحَدِيثِ جَابِرٍ وَجَبَّارٍ لَمَّا وَقَفَا عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ أَخَذَ بَأَيْدِيهِمَا فَأَقَامَهُمَا خَلْفَهُ»، جابر وجبار الصحابيان رضي الله عنهما قام الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي، فقام أحدهما عن يمينه والثاني عن شماله، فأخذ بأيديهما، وأدراهما خلفه، هذا دليل على أن المأمومين يصلون خلف الإمام، ولا يكونون معه إلا لعذر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (3010).