×

قوله رحمه الله: «وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، إلاَّ أَنْ يَرَى فُرْجَةً لاَ يَصِلُ إِلَيْهَا إلاَّ بِهِ»، يُكرَه أن يتخطى رقاب الناس، بل يحرم ذلك إذا كان لغير حاجة؛ لأن ذلك يؤذيهم.

وقد جاء في الحديث: أن الذي يتخطى رقاب الناس إنما يتخذ جسرًا إلى جهنم ([1])، وهذا وعيد شديد؛ فلا يتخطى رقاب الناس إلا إذا رأى فرجة لم تُسَد، فإنه يتخطى رقابهم؛ ليسدها؛ لأنهم هم الذين أخطئوا؛ حيث لم يسدوا.

وكذلك يتخطاهم الإمام إذا لم يكن له مدخل خاص له، يتخطاهم ليصل إلى المنبر.

قوله رحمه الله: «وَلاَ يُقِيمُ غَيْرَهُ وَيَجْلِسُ مَكَانَهُ، وَلَوْ عَبْدَهُ أَوْ وَلَدَهُ»، من سبق إلى مكان في المسجد، فهو أحق به، فلا يقيم مَن جلس قبله في مكان سابق ليجلس مكانه؛ لأن هذا اعتداء على حقه الذي سبق إليه.

إلا مَن أرسل مَن يحفظ له مكانًا، أو يحجز له مكانًا إلى أن يحضر؛ كأن خرج لعذر أو تأخر لعذر، فلا بأس لعذر.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (883).