وَالسُّنَّةُ بَعْدَ الْجُمُعَةِ: رَكْعَتَانِ
أَوْ أَرْبَعٌ، وَلاَ سُنَّةَ لَهَا قَبْلَهَا، بَلْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَنَفَّلَ
بِمَا شَاءَ، وَيُسَنُّ لَهَا الْغُسْلُ، وَالسِّوَاكُ، وَالطِّيبُ، وَيَلْبَسُ
أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَأَنْ يُبِكِّرَ مَاشِيًا، وَيَجِبُ السَّعْيُ بالنِّدَاءِ
الثَّانِي بِسَكِينَةٍ وَخُشُوعٍ، وَيَدْنُو مِنَ الإِمَامِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَالسُّنَّةُ
بَعْدَ الْجُمُعَةِ: رَكْعَتَانِ أَوْ أَرْبَعٌ»، السُّنة بعد الجمعة أقلها
ركعتان، وأكثرها أربع ركعات بسلامين، أو ست ركعات بثلاث تسليمات، ومن صلاها في
المسجد يصليها ركعتين، ومن صلاها في بيته يصليها أكثر، يصليها بأربع ركعات أو ست
ركعات.
قوله
رحمه الله: «وَلاَ سُنَّةَ
لَهَا قَبْلَهَا، بَلْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَنَفَّلَ بِمَا شَاءَ»، وليس
للجمعة سُنة راتبة قبلها، إنما سُنتها بعدها، لكن من جاء مبكرًا أو جاء قبل حضور
الإمام، فإنه يصلي ما تيسر له، ويكون هذا أولاً: تحية المسجد، ثم يضيف إليها ما
تيسر من الصلوات النافلة، هذا أفضل له، ولو استمر يصلي من دخوله إلى أن يحضر
الإمام؛ كان ذلك أفضل. قوله رحمه الله: «وَيُسَنُّ لَهَا الْغُسْلُ، وَالسِّوَاكُ، وَالطِّيبُ»، ويُسنُّ للجمعة
التهيُّؤ
بالاغتسال لجميع البدن؛ ليزيل الروائح والعرق عن جسمه.
ويستاك؛
ليزيل الرائحة الكريهة من فمه.
ويتطيب
بما عنده من الطيب؛ لأنه سيحضر اجتماعًا عظيمًا، فيتهيأ لهذا الاجتماع.
قوله
رحمه الله: «وَيَلْبَسُ
أَحْسَنَ ثِيَابِهِ»، ويلبس للجمعة أحسن ثيابه، يتزين لها.