وامرأة ماتت في الليل كانت تَقُمُّ المسجد،
يعني: تخدم المسجد، أَمَة سوداء، فماتت ودفنوها في الليل، ولم يخبروا الرسول صلى
الله عليه وسلم، فتقالوا شأنها، ولما فقدها الرسول صلى الله عليه وسلم، سأل عنها،
قالوا: إنها ماتت، ودُفِنت في الليل، فقال: «أَلاَ
آذَنْتُمُونِي بِهَا؟» فدلوه على قبرها، قال: دُلُّوني على قبرها، فدلوه على
قبرها، فصلى عليها صلى الله عليه وسلم، صلى عليها في القبر ([1]).
قوله
رحمه الله: «وَيُكْرَهُ
عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَعِنْدَ غُرُوبِهَا، وَقِيَامِهَا»، يُكرَه دفن
الميت في ثلاث أوقات: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وعند قيامها، يعني: توسطها على
الرؤوس في وقت الظهيرة، في هذه الأوقات الثلاثة يُكرَه الدفن فيها.
وفي
الحديث: «ثلاث ساعات كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس
بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة -يعني: في وسط السماء- حتى تميل الشمس،
وحين تضيف الشمس للغروب -يعني: مقاربتها للغروب- حتى تغرب» ([2]).
قوله رحمه الله: «وَيُسَنُّ الإِسْرَاعُ بِهَا دُونَ الْخَبَبِ»، ويُسنُّ الإسراع بالجنازة المحمولة دون الخَبَب، وهو نوع من المشي السريع، يُسرَع بها إلى قبرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُنْ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1337)، ومسلم رقم (956).