وَيُكْرَهُ التَّمَسُّحُ بِهِ، وَالصَّلاَةُ
عِنْدَهُ، وَقَصْدُهُ لأَجْلِ الدُّعَاءِ؛ فَهَذِهِ مِنْ الْمُنْكَرَاتِ، بَلْ
مِنْ شُعَبِ الشِّرْك ِ.
وَيَقُولُ
الزَّائِرُ وَالْمَارُّ بِالْقَبْرِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ
مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، يَرْحَمُ اللهُ
الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، نَسْأَلُ اللهُ لَنَا
وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ، اللهمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلاَ تَفْتِنَّا
بَعْدَهُمْ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ ([1]).
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَيُكْرَهُ
التَّمَسُّحُ بِهِ، وَالصَّلاَةُ عِنْدَهُ»، يُكره التمسُّح بالقبر كراهية
تحريم، يُكره التمسح بالقبر؛ لأن هذا من وسائل الشرك.
والصلاة
عند القبر- أيضًا-، فلا تُصلَّى الصلاة عند المقابر إلا صلاة الجنازة، تُصلى على
الميت، ويُصلى على قبر الميت إذا دُفن، وأما بقية الصلوات، فإنها تُمنع عند
القبور؛ لأن هذا من وسائل الشرك.
قوله
رحمه الله: «وَقَصْدُهُ
لأَجْلِ الدُّعَاءِ»، ويحرم قصد القبر لأجل الدعاء عنده؛ لأن هذا من الغُلُوِّ
في الميت، وليس من مواطن الدعاءِ: الدعاءُ عند القبور.
قوله رحمه الله: «فَهَذِهِ مِنْ الْمُنْكَرَاتِ، بَلْ مِنْ شُعَبِ الشِّرْكِ»، هذه الأعمال مع القبور من المنكرات العظيمة، بل هي من شُعب الشرك؛ لأنها تفضي إلى الشرك، تعظيم القبر وطلب الحاجات من الموتى.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (249).