ويعمل له، ويتوب إلى الله عز وجل، ويستعد للموت؛
فإنه قادمٌ بلا شك، قريبًا كان أو بعيدًا.
قوله
رحمه الله: «وَعِيَادَةُ
الْمَرِيضِ»، تُسنُّ عيادة المريض والدعاء له بالشفاء؛ لأن هذا مما يُطيِّبُ
نفسه، ومما ينفعه بأن يُذكِّره الزائر بالله عز وجل، ويرقيه بالقرآن والذِّكر،
فعيادة المريض مستحبة.
قوله
رحمه الله: «وَلاَ بَأْسَ
أَنْ يُخْبِرَ الْمَرِيضُ بِمَا يَجِدُ مِنْ غَيْرِ شَكْوَى بَعْدَ أَنْ يَحْمَدَ
اللهَ»، لا بأس أن المريض يخبر بما أصابه، ويخبر بوطأة الألم من غير شكوى لله
سبحانه وتعالى، وإنما يُخبر مجرد إخبار؛ لأجل أن يُدعَى له، ولأجل أن يُعالج إذا
كان له علاج.
قوله
رحمه الله: «وَيَجِبُ
الصَّبْرُ»، يجب الصبر على ما قدر الله، يجب الصبر على المرض، مع أخذ الأسباب
الواقية، فيجمع بينهما.
قوله
رحمه الله: «وَالشَّكْوَى
إِلَى اللهِ لاَ تُنَافِيهِ، بَلْ هِيَ مَطْلُوبَةٌ»، الشكوى إلى الله كأن
يقول: «اللهم اشفني، اللهم عافني، اللهم
اجعل لي فرجًا مما بي»، لا ينافي التوكل على الله سبحانه وتعالى، بل هو مما
أمر الله به.
وأنين
المريض لا بأس بذلك من غير جزعٍ وتسخُّط.
قوله
رحمه الله: «وَيُحْسِنُ
الظَّنَّ بِاللهِ وُجُوبًا»، يحسنُ المسلم ظنه بالله، وأن الله لا يفعل فيه
إلا ما هو من مصلحته، ولو كان في ذلك ألمٌ له، ووجعٌ له، قال جل وعلا: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن
تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ﴾
[البقرة: 216].