وَيُسَنُّ الإِسْرَاعُ فِي تَجْهِيزِهِ؛ لقوله
صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَنْبَغِي لِجِيفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ
ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ» ([1])،
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدُ، وَيُكْرَهُ النَّعْيُ؛ وَهُوَ النِّدَاءُ بِمَوْتِهِ.
وَغُسْلُهُ،
وَالصَّلاَةُ عَلَيْهِ، وَحَمْلُهُ، وَتَكْفِينُهُ، وَدَفْنُهُ مُوَجَّهًا إِلَى
الْقِبْلَةِ فَرْضُ كِفَايَةٍ، وَيُكْرَهُ أَخْذُ الأُجْرَةِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ
ذَلِكَ، وَحَمْلُ الْمَيِّتِ إِلَى غَيْرِ بَلَدِهِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ.
وَيُسَنُّ
لِلْغَاسِلِ أَنْ يَبْدَأَ بِأَعْضَاءِ الْوُضُوءِ وَالْمَيَامِنِ، وَيَغْسِلُهُ
ثَلاَثًا أَوْ خَمْسًا، وَيَكْفِي مَرَّةٌ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَيُسَنُّ
الإِسْرَاعُ فِي تَجْهِيزِهِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَنْبَغِي لِجِيفَةِ
مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ»، ينبغي الإسراع بتجهيز
الميت، وإنزاله في قبره مهما أمكن ذلك، ولا يُؤخَّر إلا لعذر شرعي: إما لأجل حضور
أهله، أو من أجل التحقق من نوعية وفاته، أو أن يكون في ذلك اشتباه جنائي؛ فيؤخَّر
إلى أن يتثبت من سبب وفاته.
قوله رحمه الله: «وَيُكْرَهُ النَّعْيُ؛ وَهُوَ النِّدَاءُ بِمَوْتِهِ»، يُكره النعي وهو النداء بموت الميت؛ لما في ذلك من الجزع والتسخُّط، إلا الإخبار عن موته، النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، بمعنى: أنه أخبر الناس من أجل أن يُصلوا عليه، وخرج صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم، وصلى عليه صلاة الغائب ([2])؛ لأن النجاشي مسلم، وحصل منه إيواءٌ للمسلمين في الهجرة إلى الحبشة، وإحسان إلى المسلمين.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3159).