وَالْمَرِيضُ إِذَا خَافَ ضَرَرًا كُرِهَ
صَوْمُهُ؛ لِلآيَةِ، وَمَنْ عَجَزَ عَنِ الصَّوْمِ لِكِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ لاَ
يُرْجَى بُرْؤُهُ؛ أَفْطَرَ، وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَإِنْ
طَارَ إِلَى حَلْقِهِ ذُبَابٌ أَوْ غُبَارٌ، أَوْ دَخَلَ إِلَى حَلْقِهِ مَاءٌ
بِلا قَصْدٍ لَمْ يُفْطِرْ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَالْمَرِيضُ
إِذَا خَافَ ضَرَرًا كُرِهَ صَوْمُهُ؛ لِلآيَةِ»، المريض إذا خاف ضررًا
بالصيام، فإنه يُكرَه له الصيام في رمضان؛ تخفيفًا عليه، ويقضي من أيام أُخَر؛ ﴿فَمَن كَانَ
مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ﴾ [البقرة: 184].
قوله
رحمه الله: «وَمَنْ عَجَزَ
عَنِ الصَّوْمِ لِكِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ لاَ يُرْجَى بُرْؤُهُ أَفْطَرَ وَأَطْعَمَ
عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا»، لقوله تعالى: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ﴾، يعني: لا يستطيعون الصيام، ﴿فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾
[البقرة: 184]، فالذي لا يقدر على الصيام حاضرًا ولا مستقبلاً -إما لكبر سِنِّه،
أو لمرض ملازم له-؛ فإنه لا صيام عليه، ولكن يُقدِّم الفدية، وهي إطعام مسكين عن
كل يوم بمقدار نصف الصاع.
قوله
رحمه الله: «وَإِنْ طَارَ
إِلَى حَلْقِهِ ذُبَابٌ، أَوْ غُبَارٌ، أَوْ دَخَلَ إِلَى حَلْقِهِ مَاءٌ بِلا
قَصْدٍ لَمْ يُفْطِرْ»، الشيء الذي لم يقصده الصائم دخل إلى حلقه بأن طار إليه
غبار، أو وجده في حلقه، أو ذباب ودخل في حلقه، فإنه يواصل صيامه، ولا يتضرر الصيام
بذلك؛ لأنه معذور في هذا.