قوله رحمه الله:
«فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم تِسْعَ رَمَضَانَاتٍ»، صام صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية، ابتدأ
الصيام الواجب، واستمر يصوم شهر رمضان بقية حياته صلى الله عليه وسلم، وهي تسع
سنين، فصام تسع رمضانات صلى الله عليه وسلم، ثم توفاه الله إليه.
قوله
رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ
تَرَائِي الْهِلالِ لَيْلَةَ الثَّلاثِينَ مِنْ شَعْبَانَ»، يُستحَب ترائي الهلال،
يعني: طلب رؤية الهلال بالعين المجردة، أو بالمراصد النظرية التي ينظر فيها
الهلال، ويتأكد من ظهوره.
وترائي
الهلال سُنة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحث على ترائي الهلال.
ويقبل
فيه شهادة شخص واحد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه أعرابي الضحى في يوم
الثلاثين، فقال: «إني رأيت الهلال -قال
الحسن في حديثه: يعني: رمضان-، فقال: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله؟ قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: يَا بِلاَلُ، أَذِّنْ في النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غدًا» ([1])؛
فدل على أنه يقبل في دخول الشهر شهادة شخص واحد.
قوله رحمه الله: «فَإِنْ لَمْ يُرَ مَعَ الصَّحْوِ أَكْمَلُوا ثَلاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ صَامُوا مِنْ غَيْرِ خِلافٍ»، فإن لم يُرَ مع صحو السماء ليس فيها سحاب ولا قتر، ولا ما يمنع الرؤية، فإنهم يصبحون مفطرين ليلة الثلاثين، يعني: يوم الثلاثين يصبحون مفطرين، ولا يصومون؛ لأنه لم يُرَ الهلال.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2340)، والترمذي رقم (691)، وابن ماجه رقم (1652)، والنسائي رقم (2112).