×

وَيُقْبَلُ فِيهِ قَوْلُ وَاحِدٍ عَدْلٍ، حَكَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاء، وَإِنْ رَآهُ وَحْدَهُ -وَرُدَّتْ شَهَادَتُهُ- لَزِمَهُ الصَّوْمُ، وَلا يُفْطِرُ إلاَّ مَعَ النَّاسِ، وَإِذَا رَأَى هِلالَ شَوَّالٍ لَمْ يُفْطِرْ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَيُقْبَلُ فِيهِ قَوْلُ وَاحِدٍ عَدْلٍ»، يقبل في الشهادة بدخول الشهر شهادة واحد عدل، ليس بفاسق، ويخرج بالعدل الفاسق، فلا تقبل شهادته؛ ﴿إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ [الحجرات: 6]، فلا تُقبَل شهادة الفاسق، وإنما يقبل فيه العدل في دينه، العدل بين الغُلُوِّ وبين الإهمال، فيُقبَل في إثبات دخول شهر رمضان: شهادة، واحد عدل، يعني: عدل في دينه وفي عقليته، فيُقبَل خبره بذلك؛ لأن أعرابيًّا شهد عند الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رأى الهلال، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم؛ فصام النبي، وأمر الناس بالصيام».

قوله رحمه الله: «حَكَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ»، حكى الترمذي رحمه الله -صاحب السُّنن- هذا القول: إنه يُقبَل في دخول شهر رمضان شهادة مسلم عدل، فإن الترمذي حكاه عن أكثر العلماء أنهم يقولون بذلك.

قوله رحمه الله: «وَإِنْ رَآهُ وَحْدَهُ -وَرُدَّتْ شَهَادَتُهُ- لَزِمَهُ الصَّوْمُ»، إذا رآه واحد في الدخول، ورُدَّت شهادته، لم تُقبَل عند القاضي، فإنه يلزمه الصوم في نفسه؛ عملاً برؤيته، فإن رآه وحده، ورُدت شهادته؛ لكونه فاسقًا، فإنه يلزمه الصوم في نفسه؛ عملاً بما رآه.


الشرح