وَالْمُسَافِرُ يُفْطِرُ إِذَا فَارَقَ بُيُوتَ
قَرْيَتِهِ، وَالأَفْضَلُ لَهُ: الصَّوْمُ خُرُوجًا مِنْ خِلافِ أَكْثَرِ
الْعُلَمَاءِ، وَالْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا
أَوْ وَلَدَيْهِمَا؛ أُبِيحَ لَهُمَا الْفِطْرُ، فَإِنْ خَافَتَا عَلَى
وَلَدَيْهِمَا فَقَطْ أَطْعَمَتَا عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَالْمُسَافِرُ
يُفْطِرُ إِذَا فَارَقَ بُيُوتَ قَرْيَتِهِ»، الله جل وعلا أباح للمسافر أن
يُفطِر في رمضان، لكن لا يفطر حتى يخرج من عامر القرية، فما دام يمشي في البلد،
فلا يُفطِر، بل يلزم الصيام؛ لأنه لا يُسمَّى مسافرًا إلا إذا خرج من البنيان.
فالمسافر
عذره الله بترك الصيام، إذا سافر في رمضان فإنه يفطر، وفي الحديث الصحيح: أن النبي
صلى الله عليه وسلم رخص للمسافرين في الإفطار: «ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَْجْرِ» ([1])،
هذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره لما نزلوا وقت القيلولة وشدة
حرارة الشمس، فالصائمون ذهبوا إلى الظل؛ ليخفف عنهم مشقة الصيام، والمفطرون صاروا
يشتغلون، ويخدمون الصائمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَْجْرِ»؛ من أجل أنهم قاموا
بخدمة إخوانهم المسلمين، وأعانوهم على الصيام.
قوله رحمه الله: «وَالأَفْضَلُ لَهُ الصَّوْمُ خُرُوجًا مِنْ خِلافِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ»، يعني: في آخر الشهر، إذا صام ثلاثين، ولم يُفطِر الناس، فإنه لا يُفطِر معهم، فيكون معهم، لا يُفطِر؛ كما أنهم لم يُفطِروا، فيكون مع المسلمين، لا يشذ عنهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2890)، ومسلم رقم (1119).