×

 وَتُكْرَهُ الْقُبْلَةُ لِمَنْ تَتَحَرَّكُ شَهْوَتُهُ، وَيَجِبُ اجْتِنَابُ كَذِبٍ، وَغِيبَةٍ، وَشَتْمٍ، وَنَمِيمَةٍ كُلَّ وَقْتٍ، لَكِنْ لِلصَّائِمِ آكَدُ، وَيُسَنُّ كَفُّهُ عَمَّا يُكْرَهُ، وَإِنْ شَتَمَهُ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ ([1]).

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَتُكْرَهُ الْقُبْلَةُ لِمَنْ تَتَحَرَّكُ شَهْوَتُهُ»، يُكرَه للصائم أن يُقَبِّل امرأته، إذا كان يعرف من نفسه أنها تتحرك شهوته عند ذلك، فإنه يُكرَه له القُبلة في نهار الصيام، وأما الذي لا تتحرك شهوته، فإنه يُقَبِّلُ، وهو صائم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُ نسائه وهو صائم؛ لأنه مالك لِإرْبِهِ؛ كما في الحديث ([2])..

قوله رحمه الله: «وَيَجِبُ اجْتِنَابُ كَذِبٍ، وَغِيبَةٍ، وَشَتْمٍ، وَنَمِيمَةٍ كُلَّ وَقْتٍ، لَكِنْ لِلصَّائِمِ آكَد»، هذه مفطرات معنوية يتجنبها الصائم، يبتعد عنها، الأولى: «اجتناب كذب»، اجتناب كذب، فالصائم لا يكذب، بمعنى: لا يُخبِر بخبر غير صحيح، وهو صائم، هذا مُحرَّم على الصائم، ولكنه لا يُفطِره.

قوله رحمه الله: «وغِيبَة»، والثاني: الغيبة، هو ذِكْرُك أخاك بما يكره في حال غيبته ([3])، قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ [الحجرات: 12].

قوله رحمه الله: «وشتم»، والشتم، وهو اللعن؛ بأن يلعن إنسانًا أو يدعو عليه باللعنة وهو صائم، هذا لا يجوز من الصائم؛ لأنه يخل بصيامه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1894)، ومسلم رقم (1151).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1927)، ومسلم رقم (1106).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2589).