×
مَسائِلُ فِي الإِيمانِ

 مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣} [الطلاق: 2- 3] فالرِّزقُ بِيَدِ اللهِ عز وجل واللهُ جل وعلا حَكَمَ بالكُفرِ عَلَى مَن آثرَ الدُّنيَا عَلَى الآخرةِ. قال سبحانه وتعالى في وَصْفِ المُرتَدِّينَ والمُنافقينَ: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} [النحل: 107] فحَكَمَ عليهِم بأنَّهُم ترَكُوا إيمانَهُم بسببِ أنَّهُم يُريدونَ أنْ يَعِيشُوا مع النَّاسِ، ويكُونُوا مع النَّاسِ، {وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ} [التوبة: 59] وتَوكَّلُوا عَلَى اللهِ لَرزَقَهُم اللهُ عز وجل. فمَنْ وَافقَ الكُفَّارَ عَلَى الكُفْرِ مِن أجلِ أنْ يَعيشَ معهم فَهُو كافِرٌ مِثْلهم؛ لأنَّهُ استحبَّ الحياةَ الدُّنيا عَلَى الآخرَةِ.

·       السُّؤَال العاشِر:

ما هو القولُ فِيمَنْ بَنَى الأضرِحَةَ عَلَى القُبورِ، وبنَى عليها المساجِدَ والمشاهِدَ، وأوْقفَ عليها الأموالَ، وجعلَ لها هَيئاتٍ تُشرِفُ عليها، ومكَّنَ الناس مِن عبادَتِها والطَّوافِ حَوْلَها ودُعائِها والذَّبْحِ لها؟

·       الجوابُ:

هذا حُكمُه أنَّهُ يَكفُرُ بهذا العملِ؛ لأنَّ فِعلَهُ هذا دَعوةٌ للكُفْرِ. إقامَتُه للأضرحةِ وَبِناؤُه لها ودَعوةُ النَّاسِ إلى عبادَتِها وتَنصِيب السَّدَنة لها، هذا يَدُلُّ عَلَى رِضاهُ بهذا الأمرِ وعَلَى أنَّهُ يدعُو إلى الكُفْرِ، ويدعُو إلى الضَّلالِ -والعِياذُ باللهِ- وإذا كان قصدُهُ كَسْبَ المالِ مِن وَرائِها فإنَّهُ يَبِيعُ دِينَهُ بِدُنياهُ؛ فهو يَدخُلُ في قولِه تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} [النحل: 107].


الشرح