· السُّؤَال
الثَّامِن عشر:
هل تكفيرُ السَّلفِ -رضوان الله عليهم- للجهميَّةِ عَلَى أنَّهُ كُفْرٌ
أكبَرُ مُخرِجٌ مِنَ المِلَّةِ أم هو كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ، والمرادُ مِنه الزَّجرُ
والتغليظُ فقطْ؟
· الجوابُ:
تكفيرُ السَّلفِ للجهمِيَّةِ تكفيرٌ بالكُفْرِ الأكبَرِ؛ لأنَّهُم جَحدُوا
كلامَ اللهِ عز وجل، قالوا: كلامُ اللهِ مَخلوقُ، وَجحدُوا أسماءَ اللهِ وصِفاتِه؛
فَهُم مُعطِّلَةٌ مُكذِّبُونَ لِمَا في القرآنِ وما في السُّنَّة مِن إثباتِ
أسماءِ اللهِ وَصِفاتِه وأيضًا يعتقدونَ بالحُلولِ، وأنَّ اللهَ تعالى حالٌّ في
كُلِّ مكانٍ، تعالى الله عمّا يقولون! فَمقالَتُهم تَقتضِي الكُفْرَ الأكبرَ،
فتكْفِيرُ السَّلفِ لهم هو مِن التَّكفيرِ بالكُفْرِ الأكبرِ، إلاَّ مَن كانَ
جاهلاً مُقلِّدًا اتَّبعَهُم، وهو يَظنُّ أنَّهُم عَلَى حَقٍّ، ولمْ يعرِف
مَذهبَهُم، ولم يَعرِفْ حَقيقةَ قَولِهِم، فهذا يُعذَرُ بالجهلِ إلى أنْ يُبيَّنَ
لَهُ.
· السُّؤَال التاسع عشر:
هَل إطلاقاتُ السَّلفِ في تكفيرِ أَعيانِ الجَهميَّةِ كَتكفيرِ الشافعِيِّ
لِحَفْصٍ الفَرْدِ حينَ قالَ بِخَلْقِ القُرآنِ، فقال له الشَّافِعِيُّ: كَفرْتَ
باللهِ العظيمِ، كما نَقلَ ذلك اللالكائيُّ في شَرْحِ أُصولِ اعتقادِ أهْلِ
السُّنَّةِ، وكَتكْفِيرِ الجَهْمِ بنِ صَفوان وبِشْر المريسي والنظَّام وأبي
الهُزيّل العلاّف، كما ذكر ذلك ابنُ بطَّةَ في «الإبانةِ الصُّغْرَى» يُرادُ مِنهُ تَكفِيرُ أعيانِ هؤلاءِ أم
تَكفيرُ ألفاظِهِم لا أَعيانِهِم؟
· الجوابُ:
مَن فعلَ الكُفْرَ أو نَطقَ به، وهو ليس مِمَّن يُعذَرُ بالجهلِ فإنَّهُ يُكَفَّرُ بعينهِ؛ فيُحْكَمُ عليه بالكُفْرِ.