«مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا
يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ» ([1]) وقولُه صلى الله
عليه وسلم: «فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ
عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ
اللهِ فإنَّ اللهَ قد حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَن قالَ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ
يبتَغِي بذلكَ وَجْهَ اللهِ» ([2]) قيَّدَها بهذِه القُيودِ،
وقولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ
أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا
قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ([3]) إلا بَحقِّ لا إلهَ
إلاَّ الله، فلم يَكتَفِ بِمُجرَّدِ قَولِهم: لا إلهَ إِلاَّ اللهُ إذا لم
يَلتزِمُوا بِحَقِّها، وهو العملُ بِمُقتَضاها ومعرفة مَعناها، فليسَتْ لا إلهَ
إلاَّ اللهُ مُجرَّدَ لفظٍ يُقالُ بِالِّلسانِ، ومِنْ هذِه الأدِلَّةِ تُؤخَذُ هذه
الشُّروطُ الَّتِي ذَكرها أَهْلُ العِلْمِ.
· السُّؤَال الرَّابِعُ والعِشرونَ:
نَرجُو تفسيرَ قوله تعالى: {مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٦ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٠٧أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ ١٠٨لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ١٠٩} [النحل: 106- 109] تفسيرًا مُفصَّلاً مع بيانِ حُكْمِ الإكراهِ في هذِه الآية؟
([1])أخرجه: البخاري رقم (415)، ومسلم رقم (33).