×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قال تعالى: ﴿قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ؛ أي: ما السبب في ذلك؟

رد الله جل وعلا عليهم بقوله: ﴿قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 165].

لأنهم لما خالف بعضهم تخطيط الرسول صلى الله عليه وسلم، ونزلوا من الجبل، وتركوه للمشركين، هذه معصية للرسول صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ [آل عمران: 152]؛ هذا في أول المعركة.

وقوله: ﴿إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ؛ أي: تقتلونهم.

ثم قال جل وعلا: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ؛ أي: من النصر. فالله عاقبهم على ذلك، لم يلزموا الموقف الذي أوقفهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل تنازعوا:

فمنهم من قال: لا ننزل. وهو قائدهم، وجماعة معه أبوا النزول.

وطائفة قالوا: ننزل من أجل الغنائم. انتهت المعركة.

تنازعوا، ثم نفذوا ما هموا به، وهو النزول من الجبل، وكان هذا معصية للرسول صلى الله عليه وسلم، وبها عاقبهم الله عز وجل، فأدال الكفار عليهم.

قال تعالى: ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 165].

ثم أرجع الأمر إلى القضاء والقدر، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [آل عمران: 166]، هو بذنوبكم، وهو بقضاء الله، قدره الله عز وجل بذنوبكم، هو بقضاء الله وقدره، والذنوب سبب لذلك.


الشرح