*****
تقدم العلاج يكون بالأدعية
والرقية من الكتاب والسنة؛ كما أنه يكون -أيضًا- بالأدوية التي خلقها الله سبحانه
وتعالى؛ كما في الحديث: «مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ وَأَنْزَلَ لَهُ
شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([1])، وهذا عام في
الأدوية المعنوية والحسية، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده؛ فكما أنه يبتليهم
بالأمراض والهموم والوساوس والأحزان، جعل الله لهم ما يتعالجون به، ويستشفون به،
مما يكون سببًا في علاج تلك الأدواء.
ومعلوم أن السبب لا
يعتمد عليه، وإنما يتخذ كما أمر الله به، ويتوكل على الله، لابد من الجمع بين فعل
الأسباب والتوكل على الله في العلاج وفي غيره؛ فإن الأمر بيد الله جل وعلا، ولكنه
جعل أسبابًا لعباده في العلاج وغيره، وأما ترتب النتيجة عليها، فهي بيد الله
سبحانه وتعالى؛ فلا يعتمد على السبب فقط، ويترك التوكل على الله، ولا يقال: التوكل
على الله، وترك الأسباب. بل لا بد من هذا وهذا.
من ذلك علاج ما
يعترض الإنسان من الهموم والأحزان والوساوس؛ فإن لها أدعية ورقية ينفع الله بها.
قوله: «الفزع»؛
أي: الخوف.
وقوله: «الأرق»؛ أي: عدم النوم.
الصفحة 1 / 537