*****
لما انتهى ما دار
وحصل في الحديبية، وتم الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين على وضع
الحرب بينهما عشر سنين، حينئذ تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من قتال قريش ومن
حولها، بقي أن يكمل صلى الله عليه وسلم إجراءاته مع اليهود، الذين خانوا العهد
بالمدينة، ورحلوا إلى خيبر وإلى أذرعات بالشام، فغزا صلى الله عليه وسلم غزوة
خيبر، وهي بين صلح الحديبية وبين فتح مكة.
وخيبر اسم للبلد
الزراعي الذي يقع شمالي المدينة، ولا يزال بهذا الاسم إلى الآن، وكانت تقطنه فلول
اليهود، الذين خانوا العهد، ورحلوا عن المدينة، لكن شرهم باقٍ، لم ينتهوا. فالرسول
صلى الله عليه وسلم أراد أن يكمل ما بدأه معهم لما نقضوا العهد؛ لأنهم يتألبون على
الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يجهز عليهم؛ لأنهم
خونة من عهد موسى عليه السلام، فهم خونة الأنبياء وخونة العهود.
قال سبحانه وتعالى: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾[البقرة: 100]، فهم آفة بشرية، لابد من القضاء عليهم مع الإمكان.
الصفحة 1 / 537