×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فصل في غزوة الخندق

*****

غزوة الخندق سميت بهذا الاسم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حفروا خندقًا حول المدينة؛ ليمنعهم من وصول العدو، فسميت غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة - على التحقيق-؛ لأنه في السنة الرابعة بعد غزوة أُحد كان أبو سفيان قد واعد المسلمين في بدر من العام القادم، الذي هو السنة الرابعة، لكنهم بعدما تهيؤوا، وخرجوا من مكة، رأوا أن الطريق مجدب، فرجعوا، وانخذلوا، ولم يحصل غزو في هذه السنة.   ثم إن اليهود في المدينة سعوا عند المشركين في مكة؛ يستحثونهم على غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما في تفسير الآية: «جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة، فقالوا لهم: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم، فأخبرونا عنا وعن محمدٍ، فقالوا: ما أنتم وما محمد؟ فقالوا: نحن نصل الأرحام، وننحر الكوماء ([1])، ونسقي الماء على اللبن، ونفك العناة، ونسقي الحجيج، ومحمد صنبور ([2])، قطع أرحامنا، واتبعه سراق الحجيج


الشرح

([1])  الكوماء: هي الناقة العظيمة السنام طويلته، والكوم: العظم في كل شيء. انظر: مادة (كوم) في العين للخليل (5/418)، وغريب الحديث للقاسم ابن سلام (3/84)، وتهذيب اللغة (10/220)، ومقاييس اللغة (5/148)، ولسان العرب (15/232).

([2])  الصنبور: أي أبتر، لا عقب له. قال ابن الأعرابي: (الصنبور: الوحيد، والصنبور: الضعيف، والصنبور: الذي لا ولد له، ولا عشيرة، ولا ناصر من قريب ولا غريب انظر: مادة (صنبر) في لسان العرب (4/469)، وغريب الحديث لابن الجوزي (1/605)، وتهذيب اللغة (12/190). وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (3/55): (وأصل الصنبور: سعفه تنبت في جذع النخلة لا في الأرض، وقيل: هي النخلة المنفردة التي يدق أسفلها. أرادوا أنه إذا قُلع انقطع ذكره، كما ذهب أثر الصنبور؛ لأنه لا عقب له).