لما انهزمت ثقيف،
دخلوا حصنهم، وتهيئوا للقتال، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل قريبًا من
حصنهم، فرموا المسلمين بالنبل رميًا شديدًا؛ كانه رِجلُ جرادٍ، حتى أصيب من
المسلمين اثنا عشر رجلاً، فارتفع صلى الله عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف اليوم،
فحاصرهم ثمانية عشر يومًا أو بضعًا وعشرين ليلة ([1])،
*****
فإن ثقيفًا كانوا مع
هوازن في غزوة حنين، فلما نصر الله عز وجل المسلمين، فرت ثقيف إلى الطائف، الرسول
صلى الله عليه وسلم بعدما فرغ من حنين اتجه إلى الطائف؛ ليقضي على هؤلاء الذين
شاركوا في قتال المسلمين.
لأنهم توقعوا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سيغزوهم؛ لذلك تحصنوا في حصن الطائف، وتهيئوا
للقتال.
كانت ثقيف عندها
قوة، وعندها رماة، فلما نزل النبي صلى الله عليه وسلم، عسكر قريبًا من حصنهم،
فرموا المسلمين بالنبل رميًا شديدًا.
قوله: «كأنَّه رِجْلُ
جراد»؛ أي: كأن نبلهم رجل جراد؛ من الكثرة.
أي: انتقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مكانه قريبًا من الحصن إلى موضع آخر، في موضع مسجد الطائف
اليوم، والذي يقال له: مسجد ابن عباس.
على اختلاف الروايات؛ أنه صلى الله عليه وسلم حاصرهم ثمانية عشر يومًا، أو أكثر من عشرين يومًا.
الصفحة 1 / 537