من فوائد
فمنها: جواز
القتال في الشهر الحرام، إن كان خروجه في رجب محفوظًا .
ومنها: إعلام
الإمام الرعية بالأمر الذي يضرهم إخفاؤه، وستر غيره عنهم للمصلحة .
*****
قصة غزوة تبوك، فيها فوائد عظيمة.
ومن عادة الإمام ابن
القيم رحمه الله أنه إذا فرغ من الغزوة، يذكر ما فيها من الفوائد، هذا من فقه
السيرة، الذي يسمونه فقه السيرة النبوية، وهذا ما تضمنه كتاب زاد المعاد في هدي
خير العباد، الذي هذا مختصره.
الرسول صلى الله
عليه وسلم إن كان خرج في رجب لغزوة تبوك -كما ورد-، ورجب شهر حرام، من الأشهر
الحرم التي حرم الله فيها، فهذا فيه دليل على جواز القتال في الأشهر الحرم، وأن
ذلك نسخ في الإسلام، لم يبق منع من القتال في الأشهر الحرم، إنما هذا كان في
الجاهلية.
وهذا هو القول
الراجح عند أهل العلم؛ أن تحريم القتال في الأشهر الحرم قد نسخ، فيكون هذا من
الأدلة على نسخه.
كما سبق؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته كان إذا أراد أن يخرج، لم يبين لأصحابه وجهته؛ خشية أن يتسرب الخبر إلى الأعداء، فيستعدوا، وكان يكتم اتجاهه صلى الله عليه وسلم، إلا في تبوك؛ فإنه بين للناس
الصفحة 1 / 537