ومنها: أن الإمام
إذا استنفر الجيش، لزم النفير ،
*****
وجهته؛ لأن غزوة تبوك ليست كسائر الغزوات؛ فهي غزوة
شاقة، بعيدة الشقة في وقت الحر.
وأيضًا العدو غير
العدو، العدو هو الروم مع قوتهم وعدتهم، العدو هو الروم، وليسوا مثل قبائل العرب.
الرسول صلى الله
عليه وسلم بين لهم أنه متوجه إلى تبوك لقتال الروم؛ من أجل أن يستعدوا، ومن أجل أن
يتخلف المنافقون؛ كما حصل.
فقوله: «للمصلحة»؛
أخبرهم للمصلحة، وستره عنهم للمصلحة أيضًا.
ومن فوائد هذه الغزوة: أن الإمام إذا استنفر المسلمين للخروج، يلزمهم الخروج، ولا يتخلف أحد ممن يطيق القتال -غير المعذورين-؛ لأن الله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: 38- 39] فإذا استنفر الإمام للجهاد، وجب على كل من يطيق الجهاد أن يخرج، وهذه إحدى المسائل، التي يجب فيها الجهاد على الأعيان، هذه واحدة، إذا استنفر الإمام. قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ، فَانْفِرُوا» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1834)، ومسلم رقم (1864).